الدمعة الصادقة
في يوم من الأيام خرج الطفل الصغير مع أخيه الأكبر في السيارة في طريق طويل وأخوه هذا كان مفتوناً بسماع الغناء فهو لا يرتاح إلا بسماعه .. وفي السيارة فتح المسجل على أغنية من الأغاني التي كان يحبها .. فأخذ يهز رأسه طرباً ويردد كلماتها مسروراً .
لم يحتمل الطفل الصغير هذه الحال .. وعزم على الإنكار فقال مخاطباً أخاه : لو سمحت أغلق المسجل فإن الغناء حرام وأنا لا أريد سماعه .. فضحك أخوه الأكبر ورفض أن يجيبه .. ومضت فترة وأعاد الطفل الطلب وفي هذه المرة قوبل بالاستهزاء والسخرية فقد اتهمه أخوه بالتزمت والتشدد !! .. وحذره من الوسوسة !! وهدده بأن ينزله في الطريق ويتركه وحده .. وهنا سكت الطفل على مضض ولم يعد أمامه إلا أن ينكر بقلبه .. وكيف ينكر بقلبه إنه لا يستطيع مفارقة المكان فجاء التعبير بعبرة ثم دمعة نزلت على خده الصغير الطاهر فكانت أبلغ موعظة لذلك الأخ المعاند من كل كلام يقال .. فقد التفت إلى أخيه الصغير .. فرأى الدمعة تسيل على خده .. فاستيقظ من غفلته وبكى متأثراً بما رأى ثم أخرج الشريط من مسجل السيارة ورمى به بعيداً معلناً بذلك توبته من استماع تلك الترهات الباطلة ..